تحرص أرامكو السعودية على تطبيق الممارسات البيئية المناسبة في جميع أعمالها، تماشيًا مع التزامها بالاستدامة كقوة دافعة تعمل من خلالها على تحسين الأداء البيئي، وتحقيق تأثيرات اجتماعية إيجابية لأعمالها، وتعزيز الاستخدام الفعال للشركة. الموارد والأصول، وتطوير التقنيات التي تقلل من الآثار البيئية المحتملة لتلك الأعمال. .

لطالما كان رسم خريطة التضاريس الطبيعية للمملكة أولوية بالنسبة لشركة أرامكو السعودية، من خلال التقنيات الجغرافية المتطورة باستمرار والتي تم استخدامها على مدى عقود لالتقاط أدق الصور للمناطق الطبيعية ومخلوقاتها الحية والعناصر الطبيعية المتضمنة فيها .

كان هذا النهج مكونًا رئيسيًا في رحلة تطوير أعمال أرامكو السعودية، وهو يلعب اليوم دورًا مساهمًا في حماية التنوع البيولوجي.

في صميم ذلك، تكمن تقنية نظام المعلومات الجغرافية، حيث أصبحت التكنولوجيا الجغرافية المكانية مستخدمة على نطاق واسع داخل أرامكو السعودية كأداة مهمة لالتقاط القيمة باستخدام الخرائط الذكية. يتم اتخاذ القرارات الرئيسية بناءً على جمع معلومات مفصلة من خرائط هذا النظام باستخدام تحليلات متقدمة للاستشعار المكاني والاستشعار عن بعد.

نظم المعلومات الجغرافية هي أداة قوية لصنع القرار لأرامكو السعودية. لأنه يسمح للشركة بتحليل البيانات البيئية والسكان والتضاريس، مما يتيح تحويل المعلومات ذات الصلة إلى رؤى قابلة للتنفيذ.

كانت هذه التكنولوجيا تقنية مهمة في الشركة لأكثر من عشرين عامًا، حيث توفر للعلماء والمهندسين الأدوات التي تساعدهم في الوصول إلى استنتاجات قيمة من خلال معالجة البيانات الضخمة وتحليلها للمساعدة في اتخاذ قرارات مهمة.

توفر هذه التقنية على الشركة المال والوقت من خلال تقليل الحاجة إلى المسوح الميدانية، وبالتالي تسريع الموافقة على المشاريع الرأسمالية.

في عام 2018 بدأت إدارة خدمات المعلومات الجغرافية وبالتعاون مع إدارة حماية البيئة العمل على إنشاء أول خريطة تحدد قيم الحفاظ على التنوع البيولوجي في المملكة.

يتطلب جزء كبير من هذا المشروع استخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية لجمع وتخزين وتحليل وعرض كميات كبيرة من البيانات المكانية.
في حين أن تحديد المناطق المهمة للتنوع البيولوجي وحمايتها يمكن أن يكون معقدًا وشاقًا، فإن نظم المعلومات الجغرافية، من خلال الجمع بين العلم والتكنولوجيا، توفر أداة قوية تسمح بتحليل كميات هائلة من البيانات المعقدة من أجل اتخاذ قرارات مستنيرة لصالح الحياة البرية.

نظرًا لمحدودية البيانات البيئية الأساسية، اعتمد فريق المشروع اعتمادًا كبيرًا على خرائط النطاق التي أعدها خبراء IUCN.

يدير الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة خبرات وموارد أكثر من 1400 مؤسسة و 18000 خبير، وهو المرجع العالمي لحالة العالم الطبيعي. منذ عام 1964، نشر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة أيضًا قائمته الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، والتي تتضمن قائمة مفصلة توضح حالة الحفظ العالمي للأنواع الحيوية. يستخدم IUCN معايير راسخة لتقييم مخاطر انقراض آلاف الأنواع الرئيسية والأنواع الفرعية.

فيما يتعلق بالمملكة، تم رسم خرائط 732 نوعًا من الفقاريات. تضمنت هذه القائمة 499 نوعًا من الطيور و 107 نوعًا من الثدييات و 110 نوعًا من الزواحف وثمانية أنواع من أسماك المياه العذبة وثمانية أنواع من البرمائيات.

تم إجراء تحسينات على كل خريطة نطاق من خلال تطبيق نطاقات ارتفاع معروفة لكل نوع. باستخدام صيغة تجريبية مبتكرة، تم استخدام التحليل الجغرافي المكاني لتحديد وتسجيل ورسم خريطة القيمة النسبية لحفظ التنوع البيولوجي لكل نوع.

تم إنشاء أسس جودة الموائل (المأوى) بناءً على خمسة مؤشرات تنبؤية للمناطق الطبيعية: البنية التحتية، والطبيعة، وتوافر المياه، وحالة المنطقة المحمية، وصعوبة التضاريس. من خلال الجمع بين خريطة الأنواع التي تعتبر حمايتها أولوية وخريطة جودة الموائل، تم رسم الخريطة النهائية لقيم التنوع البيولوجي.

يجري العمل حاليًا لتطوير بوابة GIS، حيث سيتمكن المتخصصون من الحصول على المعلومات الأساسية حول ظروف التنوع البيولوجي في الموقع، في محاولة لتقديم توصيات من حيث رسم مخطط الدورة التدريبية لأي تطوير مستقبلي.

سيسمح هذا المشروع لأرامكو السعودية بمعالجة التأخيرات المحتملة بناءً على خصائص التنوع البيولوجي للموقع، في وقت مبكر من دورة حياة المشروع، وتقليل التأثير على المناطق الأرضية التي يحتمل أن تحتوي على تنوع بيولوجي ذي أهمية محلية أو عالمية.