حذر الزعيم الإسلامي السوداني ربيع عبد العاطي، من خطورة الوضع الاقتصادي في السودان، إذا لم يتم التعامل معه بالجدية اللازمة، وتشكيل حكومة تكون مهمتها إجراء انتخابات تشريعية على الفور. ممكن أن يؤدي إلى تشكيل حكومة شرعية قادرة على إعادة هيبة الدولة وتحقيق الاستقرار.

ووصف عبد العاطي في تصريحات خاصة لـ “عربي 21” الوضع الاقتصادي والسياسي في السودان بـ “الكارثي”، وأن ما يتم الترويج له على أنه ثورة أطاحت بحكم الإسلاميين ما هو إلا مؤامرة على السودان، و قال: “السودان الآن يعاني من الانهيار على جميع المستويات، الناس على وشك المجاعة إذا لم يكونوا جائعين. نحن في وضع كارثي بكل معنى الكلمة. وأكد للجميع أن ما حدث في أبريل 2019 لم يكن كذلك. ثورة، لكنها مؤامرة كبيرة جدا “.

وأضاف: “الآن السودان معروض للبيع والشراء .. ولم يبد أحد رغبة في الشراء .. لكن في هذه الحالات الغرب يشتري مثل هذه الدول عندما يتأكد أنها وصلت إلى مرحلة الفشل، لذا فهي تستغل إمكاناتهم … وللأسف فإن من يدفع الثمن هو الشعب السوداني الذي تم قيادته “. تغيير ليس في مصلحته.

واتهم عبد العاطي بشكل مباشر قوى الحرية والتغيير بأنها من أوصلت البلاد إلى هذه الظروف الكارثية، وقال: “من أحدثوا التغيير هم المسؤولون .. لقد خدعوا الناس بأهداف مختلفة تحت شعار”. تغير … وعندما حدث ذلك لم يتمكنوا من السيطرة على المشهد … ممثلون مثل صلاح قوش وآخرون عندما أدركوا أنها ليست ثورة أو تغيير غادروا البلاد.

ورأى عبد العاطي أن حكم الإسلاميين في السودان أفضل بكثير مما هو عليه الآن، فقال: “بالتأكيد، كانت أوضاع السودان في أيام الإنقاذ أفضل بكثير مما هي عليه اليوم. تقريبا دولار .. اضافة الى ان البلاد في حالة انهيار شبه كامل ويبدو ان ما حدث في السودان فوضى ابداعية ومن فتح هذا الباب لن يتمكن من اغلاقه “.

واضاف ان “قوى إعلان الحرية والتغيير (شاه) حولت في وقت قصير لعنة ليس فقط على السودان بل حتى على أصحابه بسبب الأخطاء الجسيمة التي ارتكبوها والتي أنهت البلاد في هذه الفوضى العامة. . ”

وحول آفاق حل الوضع السياسي والاقتصادي في السودان، قال عبد العاطي: “مازال هناك أمل في أن يكون ما حدث في 25 أكتوبر الماضي فرصة للوصول إلى تشكيل حكومة قوية قادرة على استعادة الوضع الطبيعي”. هيبة الدولة وأخذ البلاد إلى انتخابات نيابية تحدد طبيعة المشهد السياسي والحكومي المقبل، بما يعيد للسودانيين ليس الاستقرار فحسب، بل هيبة الدولة التي تشهد انهيارًا مستمرًا.، على حد تعبيره.

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، الأحد، مظاهرات جديدة تطالب بعودة “الحكم المدني الديمقراطي” في البلاد.

ويشهد السودان، منذ 25 أكتوبر الماضي، احتجاجات رافضة للإجراءات الاستثنائية التي فرضها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أبرزها إعلان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وهي قوى سياسية وشعبية. يعتبر “انقلاباً عسكرياً” مقابل نفي الجيش.

وردا على اتهامات بتنفيذ انقلاب عسكري، قال البرهان إنه اتخذ إجراءات في 25 أكتوبر / تشرين الأول الماضي “لتصحيح مسار المرحلة الانتقالية”، متعهدا بتسليم السلطة إما عن طريق الانتخابات أو التوافق الوطني.

بدأ السودان، في 21 آب / أغسطس 2019، مرحلة انتقالية تنتهي بانتخابات مطلع عام 2024، يتقاسم خلالها السلطة الجيش والقوى المدنية والحركات المسلحة التي وقعت اتفاق سلام مع الحكومة عام 2020.