تبادل الجيش اليمني وجماعة الحوثي، الجمعة، الاتهامات بخرق الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة لوقف جميع الأعمال العسكرية في اليمن، بعد أسبوع من دخولها حيز التنفيذ، فيما دعت الأمم المتحدة أطراف النزاع في اليمن. يوم الجمعة على “ضبط النفس”.

وشهدت جبهات القتال الرئيسية حالة من الهدوء منذ بدء الهدنة يوم السبت الماضي، لكن طرفي الصراع اتهم كل منهما الآخر بإحراز تقدم في مأرب شمال اليمن.

قال مصدر عسكري موالي للحكومة اليمنية، إن “الجيش اليمني أحبط هجوماً للحوثيين جنوب مأرب وأجبرهم على التراجع”، مبيناً أن جماعة الحوثي تستغل وقف الغارات الجوية وإرسال تعزيزات عسكرية. .

وبحسب المصدر ذاته، فإن “القوات الموالية للحكومة شنت هجوما مضادا على الحوثيين جنوب مأرب”.

– قناة اليمن تي في – تلفزيون اليمن (@ yemen1tv)

وقال المركز الإعلامي للجيش في بيان: إن “مليشيا الحوثي الإيرانية تواصل خروقاتها للهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة لليوم السادس على التوالي”.

وأضاف أن “المليشيات ارتكبت في اليوم السادس 108 خرق للهدنة في 6 محافظات هي تعز وحجة والحديدة ومأرب والجوف والضالع”.

وأضاف: “تباينت الانتهاكات بين محاولات التسلل واستهداف مواقع الجيش بالمدفعية والطائرات المسيرة خاصة على جبهات جنوب مأرب، وانتشار قناصة أمام مواقع الجيش”.

ولم تعلق جماعة الحوثي بعد على هذه الاتهامات.

– المركز الإعلامي للقوات المسلحة # اليمن (Yem_army_media)

أعلن الجيش اليمني، صباح السبت، سقوط صاروخ باليستي أطلقته جماعة “الحوثي” في مدينة مأرب.

– المركز الإعلامي للقوات المسلحة # اليمن (Yem_army_media)

وعلق المحلل اليمني وعضو الاتحاد الدولي للصحفيين أنيس منصور على الهجوم قائلاً: “أين الهدنة الإنسانية!؟ .. هل هي هدنة لليمن أم هدنة بين السعودية والحوثيين حفاظاً على دبابات أرامكو؟ ومطار المملكة “.

– أنس منصور – أنس منصور (anesmansory)

بدورها قالت جماعة الحوثي، الجمعة، إنها “صدت قوات الجيش اليمني التي حاولت التقدم جنوبي المدينة، في انتهاك جديد للهدنة الإنسانية العسكرية”.

من جهته، دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز جروندبرج، الجمعة، أطراف النزاع في اليمن إلى “ضبط” الهدنة والالتزام بها.

وشدد على أنه “يتابع عن كثب آخر التطورات في مأرب، داعيا جميع الأطراف إلى ضبط النفس والالتزام بالهدنة كما وعد اليمنيون”.

الانتقالي يلتزم بالانفصال

وفي سياق متصل، قال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن عيدروس الزبيدي، الجمعة، إن قيادة المجلس الانتقالي ملتزمة بانفصال جنوب البلاد عن الشمال.

واشار الى انهم “حريصون جدا على التواجد في الساحة السياسية لخدمة قضية ابناء الجنوب وتحقيق تطلعاتهم في استعادة دولتهم”. .

واعتبر الزبيدي أن “مشاركة المجلس الانتقالي في مشاورات الرياض إيجابية ومثمرة، وعززت حضور قضية أبناء الجنوب في أروقة صنع القرار الإقليمي والدولي”.

بذريعة تهميش وإقصاء الجنوب سياسياً واقتصادياً، يدعو المجلس الانتقالي إلى انفصال جنوب اليمن عن الشمال، وهو ما يواجهه رفضاً شعبياً ورسمياً واسعاً.

– فهد العولقي / العهد الجنوبي حساب بديل (@ tL2Fq40d24KzXe2)

مجلس الرئاسة يدعو لتجاوز الخلافات

وعلى الصعيد ذاته دعا مجلس الرئاسة اليمني، الجمعة، إلى تجاوز الخلافات لإنهاء الحرب التي اندلعت في البلاد منذ سبع سنوات.

وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي: “المرحلة الحالية استثنائية وحساسة وتتطلب من الجميع تكاتف الجهود والوقوف موحداً من أجل السير نحو تحقيق حلم الشعب اليمني في وحدة وحيوية”. يمن مزدهر يسوده الأمن والاستقرار والازدهار، ويدفع عجلة التنمية إلى الأمام ويبدأ عملية إعادة الإعمار “. “.

وأكد أنهم سيحاولون بذل المزيد من الجهود لتحمل المسؤولية المنوطة بهم، مشيرا إلى أن هذه المرحلة تتطلب من الجميع تجاوز الخلافات والارتفاع عنها لدفع اليمن إلى الأمان وإنقاذ البلاد.

ولفت إلى أن “الحفاظ على اليمن أمانة في رقبة الجميع”، مبينا أن “الحفاظ على الوطن والدفاع عنه وأمنه واستقراره ووحدته واجب على الجميع”.

– قناة اليمن تي في – تلفزيون اليمن (@ yemen1tv)

خطة للناقلة “أكثر أمانا”

من جهة أخرى، قالت الأمم المتحدة، الجمعة، إن أطراف النزاع في اليمن اتفقت على خطة تهدف إلى معالجة مخاطر ناقلة النفط “صافر” الراسية قبالة سواحل مدينة الحديدة، في غرب البلاد.

قال المنسق المقيم للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ديفيد جريسلي، خلال مؤتمر صحفي في نيويورك إن الخطة حظيت بدعم أطراف النزاع وأصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين، وكذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن “الأمم المتحدة لديها خطة منسقة لمواجهة التهديد الوشيك بحدوث تسرب نفطي كبير من الناقلة”.

وأضاف: “لقد بذلنا جهودا كبيرة وعملنا جاهدين مع الطرفين خلال الأشهر الستة الماضية لنزع فتيل ما أطلق عليه بحق قنبلة موقوتة قبالة ساحل البحر الأحمر اليمني”.

وأشار إلى أن الخطة تتضمن “تركيب سفينة بديلة طويلة المدى للناقلة خلال فترة مستهدفة 18 شهرًا، وبعدها سيتم تنفيذ عملية طارئة لمدة 4 أشهر من قبل شركة إنقاذ عالمية بهدف القضاء على التهديد الفوري ونقل النفط الى سفينة مؤقتة آمنة “.

وشدد على أن “الناقلة غير قابلة للإصلاح، وتسرب كبير قد يؤدي إلى تدمير مجتمعات الصيادين على ساحل البحر الأحمر اليمني”، مشيرا إلى أن “الأثر البيئي سيكون شديدا”.

وأضاف: “إن تكاليف التنظيف وحدها تقدر بـ 20 مليار دولار أمريكي، وهذا لا يحسب تكلفة الأضرار البيئية عبر البحر الأحمر، أو المليارات التي يمكن أن تضيع بسبب تعطل حركة الشحن عبر باب الباب”. مضيق مندب “.

واشار الى انه “ينوي الاسبوع المقبل التوجه الى عدة عواصم في منطقة الخليج العربي لبحث الخطة وطلب الدعم”.

– ديفيد جريسلي (DavidGressly)

“صافر” وحدة تخزين وتفريغ عائمة، ترسو قبالة الساحل الغربي لليمن، على بعد 60 كم شمال ميناء الحديدة (تحت سيطرة الحوثيين)، وتستخدم لتخزين وتصدير النفط القادم من حقول ما. محافظة الضلع.

ولأنها لم تخضع لأعمال الصيانة منذ عام 2015، فإن النفط الخام (1.148 مليون برميل)، والغازات المتصاعدة تشكل تهديدا خطيرا للمنطقة، والأمم المتحدة تقول إن السفينة هي “قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة. . “

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، الخميس، عن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إعلانه عن تشكيل مجلس قيادة رئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية في البلاد.

وبحسب الإعلان، فوض هادي المجلس الجديد برئاسة رشاد العليمي بكل صلاحياته وصلاحيات نائب الرئيس، مشيرا إلى أن مجلس القيادة الرئاسي سيتولى الإدارة السياسية والعسكرية والأمنية للدولة.

ويضم مجلس القيادة الرئاسي سبعة أعضاء هم: سلطان علي العرادة، وطارق محمد صالح، وعبد الرحمن أبو زرعة، وعبد الله العليمي باوزير، وعثمان المجالي، وعيدروس الزبيدي، وفرح البحساني.

وقد لقي قرار تشكيل المجلس ترحيبا من المملكة العربية السعودية التي أعلنت تقديم دعم عاجل للاقتصاد اليمني بمبلغ 3 مليارات دولار.

منذ سبع سنوات، يشهد اليمن حربًا دموية بين الحكومة المعترف بها دوليًا، بدعم من التحالف العسكري بقيادة السعودية، وجماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء ومعظم المراكز السكانية والمناطق الحضرية الرئيسية في. شمال وغرب البلاد منذ أواخر سبتمبر 2014.

حتى نهاية عام 2021، قتلت الحرب 377 ألف شخص وكلفت الاقتصاد اليمني خسائر بقيمة 126 مليار دولار، بحسب الأمم المتحدة، بينما أصبح معظم سكان البلاد البالغ عددهم حوالي 30 مليونًا يعتمدون على المساعدات، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية. فى العالم.