رغم أن الحكومة المصرية لم تحرك أسعار السلع الاستراتيجية بنسب كبيرة خلال الفترة الماضية، إلا أن الأسعار تحولت إلى كابوس يطارد المصريين وهم يرتفعون باستمرار.

وبينما تحاول الحكومة المصرية التخفيف من تأثير الأزمة من خلال تدخلها من عدة جوانب لضبط الأسعار، أكد محللون اقتصاديون أن الأزمة الحالية تتطلب تغيير ثقافة المستهلك بشكل عام، خاصة وأن ارتفاع الأسعار الذي تشهده مصر. والشهادة لأسباب خارجية تعاني منها معظم دول العالم في الوقت الحاضر. .

وتشير بيانات رسمية إلى أنها ارتفعت إلى أعلى مستوى لها في 31 شهرًا خلال شهر نوفمبر الماضي، حيث تسبب ارتفاع الأسعار العالمية في تسارع تكلفة المواد الغذائية المحلية بمعدل لم يحدث منذ 2018. بحسب بيانات الجهاز المركزي. للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفع معدل التضخم السنوي في المدن المصرية حيث بلغ 8.8٪ الشهر الماضي مقارنة بـ 7.3٪ في يناير – وهو أعلى مستوى منذ يوليو 2019 – بينما بلغ معدل التضخم الشهري أعلى مستوى له في 16 شهرًا عند 1.6٪. .

سجل تضخم أسعار المواد الغذائية أعلى مستوى له منذ نوفمبر 2018، حيث ارتفع بنسبة 17.6٪ على أساس سنوي، مقابل 12.4٪ في يناير، مع الزيادات الكبيرة بشكل رئيسي في الخضروات والزيوت واللحوم. تشكل المواد الغذائية والمشروبات الوزن الأكبر في سلة السلع المستخدمة لقياس تضخم الأسعار.

لماذا ارتفعت الأسعار؟

وعزا الأهلي فاروس أسباب هذا الارتفاع إلى أن جميع المواد الغذائية سجلت تسارعا في زيادات أسعارها السنوية مقارنة بشهر يناير والتي جاءت كنتيجة متوقعة لعوامل موسمية، والأهم من ذلك ارتفاع التضخم العالمي بسبب اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في أواخر فبراير.

جاءت صدمات أسعار السلع الأساسية التي أدت إلى ارتفاع التضخم في فبراير قبل بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي تسببت في ارتفاع أسعار السلع الاستراتيجية محليًا وعالميًا على خلفية الصراع. ارتفعت أسعار القمح العالمية بمعدلات قياسية خلال الأسبوعين الماضيين، لتضيف أكثر من 100 دولار إلى سعر الطن. وارتفعت أسعار السكر بنسبة 7٪، واللحوم المجمدة بنسبة 11٪، والدواجن بنسبة 10٪ خلال نفس الفترة. في غضون ذلك، سجلت أسعار النفط ارتفاعات كبيرة وسجلية منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

لكن الأزمة التي تواجه المستهلك المصري فيما يتعلق بالأسعار ترجع إلى عدة أسباب، أولها أن التضخم العالمي سجل مستويات قياسية سواء في الدول المتقدمة أو الأسواق الناشئة، وبينما وصل إلى قرابة 60٪ في تركيا، فقد وصل إلى قيمته. أعلى مستوى في 40 عامًا في سوق الولايات المتحدة.

في الوقت نفسه، لا تزال أزمة سلسلة التوريد قائمة، وربما زادت حدتها مع مستويات قياسية لأسعار الوقود، مما يشير إلى أن أزمة الشحن ستستمر، خاصة وأنه لا يوجد ما يشير إلى أنها ستنتهي في المدى القريب.

إضافة إلى ذلك، تعتمد مصر بشكل أساسي على روسيا وأوكرانيا في عدد من الملفات المهمة، وعلى رأسها القمح، حيث تشير البيانات إلى أن البلدين استحوذوا على نحو 86٪ من إجمالي واردات مصر من القمح خلال العام الماضي. وهذا على النقيض من تهديد السياحة المصرية التي تعتمد على الروس بنسب كبيرة.

بينما كانت الدول تكافح للتخلص من تداعيات جائحة كورونا، جاءت الأزمة الأوكرانية لتعود الدول والحكومات إلى المربع الأول، خاصة وأن تداعياتها طالت كل دول العالم سواء فيما يتعلق بارتفاع أسعار المحروقات أو ارتفاع أسعار الوقود. ارتفاع أسعار السلع التي تشير بيانات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إلى ارتفاعها خلال العام الماضي بأكثر من 30٪.

اخرج من الأزمة

من أجل الخروج من الأزمة، يرى هاني توفيق الخبير الاقتصادي والرئيس السابق للجمعية المصرية للاستثمار أنه من الضروري التعايش مع هذه الظروف الجديدة خلال الفترة المقبلة، خاصة مع عدم الوضوح بشأن أي نهاية قريبة. الحرب في أوكرانيا.

قدم توفيق عبر صفحته على Facebook عددًا من النصائح للمستهلكين، أولها شراء الاحتياجات الأساسية من الأجهزة المنزلية، وتغيير السيارة القديمة أو غيرها من المستلزمات المعيشية الضرورية في الأيام الحالية، وتأجيل ما هو غير ضروري لغير- نفقات الرفاهية الأساسية.

وأضاف: “إذا كنت تعتمد على الفوائد البنكية في معيشتك، فإن الجنيه المصري يمنحك أعلى فائدة في العالم، لكنه غير مرتبط بالشهادات طويلة الأجل، أي السفن قصيرة الأجل (من 3 إلى 6 أشهر على الأكثر). مع احتمالية عالية لرفع سعر الفائدة عالميا ومحليا، لذلك يجب الاستفادة من الفائدة المرتفعة “.

وإذا كنت لا تعتمد على الفوائد، فإن سلة العملات والذهب هي الضمان الأكيد خلال أيام التضخم، وإذا كنت تريد تضمين العقار بالذهب والعملات ضمن المحفظة، فإن تعاملاتك ستتطور بقوة. شركة ذات ملاءة وسمعة طيبة والتزام، وأن يكون العقار إما جاهزًا أو شبه جاهز للسكن من أجل تجنب مشاكل ارتفاع أسعار المواد الأولية وزيادة تكلفة التشطيب، وأنه حقيقي. عقار يسهل تصفيته عند الحاجة إلى السيولة. تعد تصفية العقارات الآن من أصعب الأمور الممكنة، خاصة في ظل زيادة تسهيلات العرض والسداد التي تصل إلى 15 عامًا. أخيرًا، حاول أن تكون مدينًا قدر الإمكان (أي لا تدفع أقساطك مقدمًا)، حيث تتناقص قيمة المال مع الوقت، ولا تدفع نقدًا ما يمكنك اقتراضه.