تستعد الأطراف السورية لعقد جولة جديدة من مناقشات اللجنة الدستورية، بتيسير من الأمم المتحدة في العاصمة السويسرية جنيف، على الرغم من فشل الجولات الست السابقة التي لم تحرز أي تقدم في كتابة دستور جديد لسوريا.

وفي نهاية شباط الماضي، قال المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، في كلمة أمام مجلس الأمن، إن الجولة السابعة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية ستُعقد، بتسهيل من الأمم المتحدة، في جنيف.، في 21 مارس.

آخر فرصة

واعتبر الدبلوماسي الروسي السابق المقرب من الخارجية الروسية رامي الشاعر، أن الجولة السابعة للجنة الدستورية فرصة قد تكون الأخيرة لكلا الطرفين، إذا لم يكن هناك تقدم في تنفيذ القرارات المتعلقة سوريا، إشارة إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254 ومسار “أستانا”.

وقال في حوار مع عربي 21 إنه إذا لم يتخذ الطرفان الخطوات العملية الأولى للتوصل إلى حل سياسي في البلاد، فلا بد من اعتبار النظام والمعارضة العبء الأكبر والأساسي الذي يتسبب في مآسي الشعب السوري. .

وأضاف: “إذا لم تُستغل فرصة انعقاد الاجتماع السابع للجنة الدستورية، فلا بد من النظر بجدية في إلغاء النظام والمعارضة في وضعهم الحالي، وليس هناك خيار آخر للوصول إلى حل في سوريا”.

الفشل يتعلق بالنظام والمعارضة

ورفض الدبلوماسي الروسي السابق تحميل أي جهة دولية مسؤولية عدم التوصل لحل في سوريا سواء كانت روسيا أو إيران أو الولايات المتحدة، مؤكدا أن “المسؤولية تقع على عاتق النظام والمعارضة فقط”.

وتابع: “الجريمة بحق الشعب السوري هي أن النظام والمعارضة يعرقلان هذا المسار، ولا أنكر أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق النظام السوري في دمشق”.

وشدد على أن الكارثة الكبرى التي تعاني منها سوريا وشعبها اليوم هي أنه بعد كل ما حدث بقي مسؤولو النظام وقادة المعارضة وهم يعرقلون أي تقدم نحو إنقاذ سوريا.

السعي لإرضاء الأطراف الدولية

واستنكر الدبلوماسي الروسي السابق ما قام به النظام والمعارضة في سوريا بشأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، معتبرا أن الطرفين بمحاولاتهما السخيفة وغير المسؤولة يسعيان إلى تملق وإرضاء الأطراف الدولية، والتعتيم على المسار. لتنفيذ القرار 2254 والسعي لإلغائه.

وتابع: “ما عبثية بهم عندما يعلن النظام في دمشق دعمه للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ومن ناحية أخرى تعلن المعارضة السورية إدانتها للعملية ضد موسكو بدلاً من التركيز على الاهتمام بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا”. الشعب السوري “.

وأشار إلى أن السنوات العشر الماضية كانت لها نتائج كارثية على الشعب السوري، حيث قُتل نصف مليون سوري ونزح حوالي 12 مليون شخص ولاجئين، ودُمرت 50 في المائة من البنى التحتية السورية، بالإضافة إلى تدهور الوضع السوري. الاقتصاد إلى أدنى مستوياته، إذ يعيش 90٪ من السوريين في ظروف كارثية.

وأشار إلى أن سوريا ستزيد من التدهور وستزيد من معاناة الشعب السوري للأسوأ في كافة المجالات الإنسانية والاقتصادية وغيرها، في ظل استمرار النظام والمعارضة في وضعها الراهن.

بدأت اللجنة الدستورية السورية عملها في عام 2019، لضمان مسار “أستانا”، وتتكون من 150 عضوا موزعين بالتساوي بين وفد النظام والمعارضة وممثلي المجتمع المدني.