دعا البرلماني التونسي المقيم في إيطاليا مجدي الكربي إلى “توافق تاريخي” بين كافة الأطراف السياسية لإنقاذ تونس من حكم الرئيس قيس سعيد، مشيرًا إلى أن البلاد أصبحت “حرس حدود” لأوروبا في عهده.

وأشار إلى أنه رغم الجهود التي بذلها في ملف النفايات، فإن تونس مهددة بخسارة 14 مليون يورو، نتيجة ما أسماه “تقاعس السلطات”.

أكد البرلماني التونسي عن الدائرة الإيطالية مجدي الكربي، لعربي 21 أن تونس أصبحت “حارسة لحدود أوروبا”، إذ رصد “ترحيل 1700 مهاجر تونسي غير نظامي من إيطاليا، خلال عام 2021، بحسب تقرير صحفي. اتفاق بين تونس وإيطاليا أبرم عام 2020. بعد زيارة وزيري الخارجية والداخلية الإيطاليين للبلاد.

وقال إنه عندما تعهدت السلطات التونسية بحماية الحدود الجنوبية لأوروبا مقابل تلقي البلاد 8 ملايين يورو سنويا، على حد قوله.

وأوضح أن 1200 مهاجر تونسي غير نظامي رحلوا من فرنسا خلال العام الماضي، بناء على تفعيل اتفاق سابق يقضي بتلقي تونس مساعدة مادية مقابل إبعاد غير المرغوب فيهم، على حد تعبيره.

ملف النفايات

وبشأن تطورات ملف حاويات النفايات، أشار البرلماني المقيم في إيطاليا إلى وجود “تضارب بين تصريحات السلطات التونسية ونظيراتها الإيطالية حول الملف، حيث تعلن تونس أن إيطاليا ستتحمل كافة تكاليف النقل وتكاليف نقله”. دمار، لكنها لم تتحدث عن تكلفة هذه المخلفات المتبقية في تونس لمدة عام ونصف في ميناء سوسة “. منوهاً إلى أن “تكلفة الإرساء في الميناء يومياً تصل إلى حدود 26 ألف يورو”.

وأوضح أن “الجانب الإيطالي يقول إن تكلفة رسو الشحنة شأن تونسي بحت”، بحسب قوله، فيما تقدر التكلفة الإجمالية بأكثر من 14 مليون يورو.

وقال البرلماني، إن “حاويات النفايات ما زالت في ميناء ساليرنو الإيطالي، حيث تجري السلطات الإيطالية عمليات تحقق قبل وضعها في منطقة عسكرية هناك للتخلص منها … مضيفا أن
“لجنة مكافحة المافيا في مجلس الشيوخ الإيطالي بدأت التحقيق والاستماع إلى جميع الأطراف المتورطة في هذا الملف”.

اقرأ أيضا:

“الحكومة تولت جهودي”

وعلق الكربائي على موقف الحكومة التونسية من مساعيها قائلا: “اليوم نعلم أن تونس تمر بأزمة سياسية وهناك نية متعمدة ومنهجية لضرب مجلس النواب وحصره في صورة البرلمان”. غير كفؤ وكذلك فاسد .. طبعا دوري في هذا الملف، السلطة القائمة لن تمدحه لانه مخالف تماما لرؤيتها وفلسفتها التي تهدف الى تشويه صورة البرلمان “.

وتابع: “لم أكن أتوقع أي شيء مختلف. كنت أتوقع أن تنسب السلطة القائمة ملف إعادة النفايات إلى نفسها كما فعلت، لكن شهادة أشخاص أشادوا بعملي على الصفحات الرسمية لوزارة البيئة والشؤون الخارجية”. على فيسبوك كافي .. فالناس اظهروا وعيا كبيرا وهو يقول كلمته في ذلك “. عنوان”.

السياسيون الأوروبيون

وردا على سؤال عربي 21 حول موقف السياسيين الإيطاليين والأوروبيين من التطورات الجارية في تونس، قال البرلماني: “ما يهم السياسيين الإيطاليين والأوروبيين بشكل عام أن تكون تونس دولة آمنة ومستقرة بالنسبة لهم كما يفعلون. لا يهمه من يحكم او طبيعة النظام الحاكم اما ديموقراطي او ديكتاتور.

وأضاف: “كل ما يهم الأوروبيين هو أن تظل تونس آمنة لهم حتى لا تصلهم موجات المهاجرين غير الشرعيين”.

الموقف الديمقراطي

وحول الموضوع السياسي الداخلي قال الكربائي ان حزب التيار الديمقراطي الذي ينتمي اليه اقتنع منذ 22 ايلول / سبتمبر الماضي بأن رئيس الدولة لديه مشروع واضح يريد تأسيسه وتنفيذه من خلال استشاراته. والتنسيق، إذ بدأ يعطل عمل الهيئات الدستورية منذ ذلك الحين، على حد تعبيره. .

وأوضح أن “التيار الديمقراطي يدعو جميع الأطراف إلى الاتفاق على مبدأ واضح وهو كيفية إنقاذ تونس من هذه الأزمة والحفاظ على النهج الديمقراطي الذي تنتهجه البلاد”.

وتابع: “كانت دول العالم تستثمر في الديمقراطية التونسية لأنها مرتاحة لمساعدة البلاد من خلال الاستثمار أو حتى الإقراض”.

وأضاف: “لقد أصبحنا متشككين في المؤسسات الدولية ورؤوس الأموال والمستثمرين، حيث تلاشت الثقة في تونس تمامًا، وانعدام مستوى الرضا عن الاستثمار في تونس. وهذا انتكاسة لاقتصاد البلاد، ويؤدي إلى تعميق الأزمات في الأفق”. . “

وقال: “لا يمكننا الخروج من هذه الأزمة إلا من خلال الحوار أو ما أسميه” الإجماع التاريخي “الذي يمكن أن ينقذ تونس”.