أوقفت رئاسة الهجرة التركية بطاقة الحماية المؤقتة (كمالك) لآلاف السوريين خلال الأيام الماضية، بحجة عدم التحقق من عناوين الأشخاص خلال جولات التفتيش التي نفذتها الشرطة التركية، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً بين السوريين، خصوصاً. أولئك الذين لديهم أوراق ثبوتية قانونية.

ينص خطاب الهجرة التركي على ما يلي: “تم إلغاء الحماية المؤقتة الخاصة بك لأن العنوان الذي أعلنته لإدارة الهجرة ليس محدثًا أو لم تكن في المنزل أثناء زيارتك للشرطة للتحقق من وجودك في العنوان. عن طريق تحديد موعد في أقرب وقت ممكن.

نفى عشرات اللاجئين السوريين عدم صحة عناوين سكنهم، وأكدوا تقديم جميع الأوراق اللازمة للشرطة التركية عند زيارة منازلهم، وسط موجة تساؤلات حول أسباب وقف الحماية المؤقتة.

بعد موجة الجدل، أصدرت المديرية العامة لإدارة الهجرة التركية توضيحا، دعت فيه اللاجئين السوريين إلى عدم الخوف من توقف الحماية المؤقتة، مشيرة إلى أن “كاماليك” سيعاد تفعيلها بعد تثبيت العنوان في مديرية النفوس. وتحديثه في قسم الأجانب.

وأضافت: “إذا تطابق العنوان مع الرابط الأول المسجل بشعبة الأجانب، والثاني مع إدارة النفوس على بوابة الحكومة الإلكترونية (E-Devlet)، تعتبر الرسالة عامة وروتينية واحترازية وخطيرة. تنبيه، ولا يتعين على الشخص مراجعة أحد الإدارتين أو أي إجراء آخر “. .

قال المنسق العام لجدول الحلول في تركيا، مهدي داود، إنهم عقدوا اجتماعا طارئا تواصلوا خلاله مع رئاسة الهجرة التركية لفهم مزايا القضية، خاصة أن الأشخاص الذين تم تعليق قيودهم قد يتعرضون للترحيل. بالإضافة إلى إلغاء تصاريح العمل، وقد يتسبب في تعليق ملفات الجنسية الاستثنائية لعشرات السوريين.

وأوضح لـ “عربي 21” أن الهجرة التركية أكدت أن الأمر كان خطأ في نظام العمل (النظام)، مشيرا إلى أنها تعمل على تفادي الأمر لتلافي الإضرار باللاجئين.

وشدد على أن “هذا الخطأ لم يأتي مصادفة”، مضيفاً أن “سبب الخطأ هو إظهار فشل الحكومة في إدارة ملف اللاجئين السوريين”.

وأشار إلى أن جدول الحلول في تركيا أرسل شكاوى إلى الرئاسة التركية، من أجل إيجاد حل نهائي للأخطاء التي ارتكبتها دائرة الهجرة، خاصة الإلغاء الجماعي لتسجيل اللاجئين السوريين.

وفي سياق متصل تداول ناشطون سوريون معلومات عن نية لاجئ سوري حرق نفسه أمام مبنى إدارة الهجرة في دولة اسطنبول التركية، احتجاجا على المضاعفات الإدارية التي يواجهها بشأن بطاقة الحماية المؤقتة.

قال الناشط السوري طه الغازي، إن رسالة تلقاها من الشاب (لم يذكر اسمه)، أبلغه فيها بنيته حرق نفسه، بعد أن تقدم بطلب لنقل قيود عائلته. من الولاية العثمانية في جنوب تركيا، إلى محافظة اسطنبول، لكن طلبه قوبل بالرفض من قبل دائرة الهجرة.

وأوضح أن الشاب السوري غير قراره، وسلم نفسه لقوى الأمن في المركز، والتقى رئيس دائرة الهجرة، وأمر بتسوية أوضاع عائلته وتزويدهم بكافة التسهيلات الإدارية.

أصدرت السلطات التركية، خلال الفترة الماضية، عددًا من القرارات المتعلقة باللاجئين السوريين، كان أبرزها قرار وزارة الداخلية التركية إطلاق برنامج “سيرلتمي”، أو ما يعرف ببرنامج التخفيف، والذي يشمل وقف طلبات القيود على السكن للاجئين السوريين في الأحياء أو المناطق أو الولايات، في حال تجاوزت نسبتهم 25 في المائة من إجمالي السكان.

وألحقت الوزارة القرار بحزمة قوانين جديدة تمنع اللاجئين السوريين المسجلين بموجب توفير الحماية المؤقتة من تقييد حياتهم في 16 محافظة و 800 حي في 52 محافظة تركية.