اختبرت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الأربعاء، صواريخ باليستية من جنوب بنغازي إلى جنوب طبرق بشرق ليبيا، بالتزامن مع ظهوره الرسمي الأول بعد ترشحه لانتخابات أخفقت الأحزاب السياسية في إجرائها.

قالت قوات حفتر إنها أطلقت أربعة صواريخ، صاروخان أحاديان بفارق زمني 15 دقيقة وإطلاق مزدوج بفارق زمني 50 دقيقة على هدف 200 كيلومتر و 242 مترًا من منطقة الإطلاق جنوب المدينة. طبرق على الحدود المصرية.

وعاد حفتر لقيادة قواته بعد أن ذهب في إجازة منذ سبتمبر الماضي عندما قرر خوض الانتخابات الرئاسية.

قوات حفتر تهدد

من جهته، أكد مدير دائرة التوجيه المعنوي بقوات حفتر خالد المحجوب، خلال مؤتمر صحفي، الأربعاء، أن هذا النوع من الصواريخ التي تم اختبارها يبلغ مداه مئات الكيلومترات، وقد يصيب مواقع مسلحة. المجموعات موجودة دون أن تفقد أي مقاتل.

كما هدد المحجوب ضمناً حكومة الوحدة الوطنية بقوله إن “مليارات الدنانير أهدرت خلال الفترة الماضية، مؤكداً أن هناك عملاً ممنهجاً في نهب خيرات الليبيين، مشيراً إلى أن المواطن بات ينقصه كل ما في وسعه. من ضروريات الحياة رغم كل المبالغ التي تنفقها وبعض الشباب ينخدع بهم وما يفعلونه لا يضر بمصلحة الوطن.

الصواريخ .. غير مجدية

في غضون ذلك، كشف الخبير العسكري والاستراتيجي عادل عبد الكافي لـ “عربي 21” أن هذه الصواريخ الباليستية تم الاحتفاظ بها بعد أن استورد مرتزقة فاجنر بعض التقنيات من سوريا.

وأوضح الخبير الليبي أن “هذه الصواريخ هي إرث ترسانة القذافي العسكرية التي كان يهدد بها دول الجوار وخاصة مصر باستهداف العاصمة القاهرة، مضيفا أن هناك نوعين منها الأول بمدى 250 إلى 300. كم والثانية بمدى 800 كم “.

وأضاف عبد الكافي أن هذه التجارب الصاروخية هي محاولة لاستعراض عضلات حفتر على غرار التظاهرات التي شهدت استخدام مقاتلات ميغ 29 مملوكة لمرتزقة فاجنر كما يعرف المجتمع الدولي على حد تعبيره.

وتابع لـ “عربي 21”: “لا يمكن لقوات حفتر استخدام هذا النوع من الصواريخ ضد القوات العسكرية في غرب ليبيا، لأن حفتر يعلم جيدًا أن الرد سيكون استهدافًا مباشرًا لمقر عملياته العسكرية في الرجمة … وستكون بمثابة ضوء أخضر لمهاجمته “. وتدمير قواته.

وأشار إلى أن “هذا النوع من الصواريخ أصبح من السهل استهدافه من خلال المسيرات التي يملكها الجيش الليبي في طرابلس، في حال تحركها باتجاه المنطقة الوسطى أو الجنوبية”.

واعتبر أن “هذه الصواريخ الباليستية ستكون عبئا على قوات حفتر، إذ لا تملك الأدوات اللوجستية لنقلها والاختباء لإيصالها إلى حد ما مقارنة بالعاصمة طرابلس”.

كما أشار الخبير الاستراتيجي إلى أن حفتر فقد علاقته مع مرتزقة فاجنر، حيث يتنقلون الآن في غرفة عمليات منفصلة عن قاعدة الجفرة العسكرية .. وعليه أستبعد أن تدعمه روسيا في أي نزاع مسلح، خاصة. مع الحرب الحالية في أوكرانيا.