حذر العشرات من أساتذة القانون وعمداء كليات الحقوق في تونس من “محاولة الرئيس قيس سعيّد تفكيك الدولة، إثر قراراته الأخيرة، ونهجه الأحادي تجاه صياغة دستور جديد، وإغراق البلاد في مغامرات مجهولة”.

وفي التماس وطني صدر صباح الخميس، عقب قرار الرئيس قيس سعيد بحل مجلس النواب، أعرب المختصون القانونيون عن “قلقهم العميق من تدهور الوضع، الذي ينذر بأن يصبح أكثر وأكثر خطورة في ظل إصرار الأمر الواقع. سلطة المضي في تنفيذ مشروعها الشخصي “.

وحذر الموقعون على الالتماس من خطورة دمج الصلاحيات في يد شخص واحد، معتبرين أن تحصين الأوامر الرئاسية من أي طعن قضائي هو فقط لدولة القهر وليس لسيادة القانون.

وطالب عمداء الكليات وأساتذة القانون كافة القوى الحزبية والاجتماعية والمدنية بالتوحد من أجل إنقاذ الوطن.

قراءة قانونية

في قراءة قانونية لحل الرئيس قيس سعيّد لمجلس النواب ؛ وقال أستاذ القانون الدستوري عبد الرزاق المختار في تصريح خاص لـ “عربي 21” إن “قرار حل مجلس النواب من وجهة نظر دستورية غير متماسك. المادة 72 على أساس الفصل بين الدستور الوظيفي لرئيس الجمهورية “.

وأوضح أستاذ القانون الدستوري أن “الأمر الجمهوري رقم 117 علق باب السلطة التنفيذية. فكيف يعلق الباب ثم يدخله ويخرج منه؟ هذا نوع من العبث والتضارب”.

وتساءل أستاذ القانون “ما العلاقة بين الفصل 72 والفصل 80؟ فالفصل 80 فسر على أنه خطر وشيك. لماذا لم يتم حل مجلس النواب بموجبه؟”، مضيفًا أن “الرئيس قال قبل يومين إن الدستور لا يحل”. عدم السماح له بالحل، واتساق الهيكل الدستوري، وكل هذا له عواقب عديدة.

اقرأ أيضا:

وتحدث البروفيسور عبد الرزاق المختار عن التداعيات قائلا: “حسب رواية رئيس الجمهورية اعتمد الفصل 80 للخطورة الوشيكة. واليوم عند حل مجلس النواب هل يرفع الوضع الاستثنائي لانه ينتهي بواجباته؟”

أشار المحقق لدينا إلى مشكلة أخرى تتعلق بتنظيم الانتخابات. وأضاف “ضمن المنطق الدستوري الدعوة لانتخابات مبكرة والرئيس لم يذكر ذلك إطلاقا”.

وتابع المختار “عند الدعوة للانتخابات يلجأ مجلس النواب الى العمل التشريعي كحد ادنى. اذا اراد الرئيس قتل البرلمان فهو يحييه”.

وبخصوص التداعيات السياسية، رأى الأستاذ المختار أن حل مجلس النواب يعني أولوية الانتخابات، وبالتالي مراجعة جدول الأعمال الرئاسي، وأيضاً من خلال حل مجلس النواب تولدت أزمة جديدة.

من ناحية أخرى يرى الوزير السابق وأستاذ القانون الدستوري الصادق شعبان أن حل مجلس النواب لا يدخل في حالات الحل المنصوص عليها في الدستور. لذلك لم تتبع إجراءاتها ولن تؤدي إلى انتخابات مبكرة.

واعتبر أستاذ القانون أن قرار رئيس الجمهورية حل استثنائي لحماية الوطن، وبالتالي لا يترتب على القرار إجراء انتخابات في غضون ثلاثة أشهر، ولا تزال أجندة الإجراءات الاستثنائية قائمة.

أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، الأربعاء، حل مجلس النواب، بعد جلسة لمجلس الأمن الوطني، وبعد جلسة عامة في مجلس النواب صوتت على إنهاء الإجراءات الاستثنائية.