أكد خبراء صندوق النقد الدولي في بيانهم التمهيدي الصادر بعد اختتام زيارة مشاورات المادة الرابعة مع حكومة المملكة لعام 2022، أن الآفاق الاقتصادية للمملكة إيجابية على المديين القصير والمتوسط. استمرار انتعاش معدلات النمو الاقتصادي، واحتواء التضخم، بالإضافة إلى تنامي قوة مركزه الاقتصادي الخارجي.

وبحسب البيان، توقع الصندوق أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنسبة 7.6٪ في العام الجاري 2022 م، وأن يرتفع النمو غير النفطي إلى 4.2٪، وزيادة فائض الحساب الجاري إلى 17.4٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وكذلك تحتوي على معدل تضخم إجمالي يبلغ 2.8٪ في المتوسط.

وأشار البيان إلى أن المملكة نجحت في التعامل مع جائحة فيروس كورونا (كوفيد -19)، مؤكدا أنها في وضع ملائم للتغلب على مخاطر الحرب في أوكرانيا ودورة تشديد السياسة النقدية في الاقتصادات المتقدمة، مشيرا إلى أن يشهد نشاطها الاقتصادي تحسناً قوياً مدعوماً بارتفاع أسعار النفط والإصلاحات التي تقوم بها الحكومة في إطار رؤية 2030. الأثر المحدود لتشديد الأوضاع العالمية بفضل المستويات القوية للرسملة التي يتمتع بها القطاع المصرفي.

وأكدت أن الآفاق الاقتصادية للمملكة إيجابية على المديين القصير والمتوسط ​​، مع استمرار تعافي معدلات النمو الاقتصادي واحتواء التضخم وقوة مركزها الاقتصادي الخارجي. مؤكدا أن استمرار تنفيذها للإصلاحات الهيكلية سيساعد على ضمان انتعاش قوي وشامل وصديق للبيئة، مشيرا إلى أن المملكة تتعافى بقوة في أعقاب الركود الناجم عن الوباء، مبينا أن دعم السيولة والدعم المقدم من المالية العامة، ساعد زخم الإصلاحات وارتفاع أسعار النفط وزيادة الإنتاج المملكة على التعافي، وأن النمو الإجمالي شهد دفعة قوية، حيث وصل إلى 3.2٪ في عام 2021، مدفوعًا بشكل أساسي بانتعاش قطاع التصنيع غير النفطي، قطاع التجزئة ( بما في ذلك التجارة الإلكترونية) والقطاع التجاري.

وأشار البيان إلى زيادة مشاركة المواطنين في القوى العاملة. وانخفض معدل البطالة إلى 11٪، بانخفاض 1.6 نقطة مئوية عن 2020، نتيجة ارتفاع معدلات توظيف المواطنين السعوديين، وخاصة النساء، في القطاع الخاص.

وفيما يتعلق بالسياسة المالية، رحبت البعثة بالتزام المملكة بالحفاظ على استدامة المالية العامة والجهود المبذولة لتجنب مواكبة اتجاهات الدورة الاقتصادية من خلال وضع سقف للإنفاق لا يتأثر بتقلبات أسعار النفط. كما توقع خبراء الصندوق أن يتجاوز الأداء المالي العام في عام 2022 توقعات الميزانية، وأن تنخفض نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي.

كما أكدت البعثة على احتواء مخاطر الاستقرار المالي بشكل جيد، حيث أن مستويات الربحية والسيولة والرسملة جيدة على مستوى النظام المصرفي. كما توقعت البعثة أن يكون تأثير المزيد من التشديد في السياسة النقدية العالمية محدودا على نمو الائتمان والناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، وإيجابيا على ربحية القطاع المصرفي.

وتطرق البيان الختامي لخبراء صندوق النقد الدولي إلى جهود المملكة فيما يتعلق بالسياسات المناخية التي وصفوها بـ “المشجعة”، مؤكدين أن الحكومة تعمل على تكثيف الاستثمارات في إنتاج الهيدروجين الأزرق والأخضر، بالإضافة إلى جهوده. جهود مستمرة في البحث والتطوير مع التركيز على اقتصاد الكربون الدائري.

يشار إلى أن محتويات بيان خبراء صندوق النقد الدولي تؤكد متانة اقتصاد المملكة وقوة مركزها المالي، كما يعكس الجهد الكبير الذي بذلته الحكومة لدفع إصلاحاتها الاقتصادية في ظل رؤية المملكة 2030.، بما في ذلك تحسين بيئة الأعمال، وتبسيط اللوائح، ورقمنة العمليات الحكومية، بالإضافة إلى عملها على مجموعة واسعة من المشاريع في عدد من القطاعات، بما في ذلك البنية التحتية واللوجستية والترفيه والسياحة والتعدين، بالإضافة إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة في القطاع المالي لدعم التكنولوجيا المالية.