النسيان المفرط عند الشباب هو حالة يتعرض لها بعض الأشخاص في سن مبكرة، والتي قد يكون لها تأثير سلبي للغاية في كثير من مجالات حياتهم، خاصة إذا كانت المشكلة قد وصلت إلى النسيان في بعض المهام المهنية، حيث أن معدل النسيان بشكل طبيعي تزداد مع تقدم العمر، ولكن إذا واجهت هذه المشكلة مبكرًا، فيجب أن تعرف الأسباب والحلول الممكنة التي سنعرضها لك اليوم.

كثرة النسيان في سن مبكرة

معظم الناس ينسون الأشياء من وقت لآخر، وتزداد نسبة النسيان لدى البشر مع تقدم العمر، الأمر الذي قد يكون مخيفًا أو مزعجًا للبعض، لكننا اليوم نلاحظ أن النسيان وعدم القدرة على التركيز أصبحا كارثة يعاني منها الكثير من الأفراد حتى في سن مبكرة.

قد يكون هذا مرتبطًا ببعض الأمور المتعلقة بنمط حياة الشخص، وغالبًا ما يكون السبب الرئيسي هو التعرض لإحدى الضغوط النفسية التي تجعله يفكر باستمرار حتى أثناء النوم، ومن ناحية أخرى أوضح بعض الأطباء أن هذه المشكلة قد تكون بسبب نقص بعض المكونات والفيتامينات الأمر المهم الذي يحتاجه الجسم لزيادة تركيزه ونشاطه.

كما أن هناك بعض المشكلات المرضية والصدمات النفسية التي يمكن بعد دخول المستشفى أن تكون سببًا للنسيان المتكرر، والعديد من الأشياء الأخرى التي يجب التعرف عليها حتى لا تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر وتكون مؤشراً على الإصابة بمرض الزهايمر مع تقدم العمر.

أسباب النسيان المبكر في الحياة المبكرة

بما أن مشكلة النسيان لا تصيب إلا كبار السن، فقد حاول الأطباء دراسة مشكلة النسيان لدى الشباب، وعلى أساسها تم تحديد مجموعة من الأسباب التي قد تشكل نسبة مخاطر عالية للفرد إذا كان يعاني من هذه المشكلة. في العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر بشكل متكرر على النحو التالي

1- عدم الحصول على قسط كاف من النوم

النوم من الأشياء الأساسية التي يحتاجها الجسم مثل الأكل والشرب، وفي حالة انخفاض ساعات النوم المعتادة للفرد يمكن أن يعاني من مشكلة في القدرة على التركيز، خاصة إذا كان لا يحصل على ساعات النهار بشكل يومي.

كما أكد الأطباء أن قلة النوم المريح يمكن أن تسبب ضعفًا في القدرة على التركيز وتقلبًا واضحًا في المزاج، والقصد من النوم المريح هو النوم لساعات عادية حسب عمر الشخص.

أظهرت الدراسات أن البالغين يحتاجون إلى سبع ساعات على الأقل يوميًا، وقد يحتاج المراهقون ما بين ثماني إلى عشر ساعات، حتى يتمكنوا من التركيز بشكل أفضل.

كما أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يحرمون بشكل متكرر من النوم لفترة طويلة هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري، أو تضيق الأوعية الدموية، وبالتالي هناك انخفاض في الكميات التي تصل الدم إلى الدماغ مما يجعل هذا الشخص يعاني من مشكلة كبيرة في قدرته على تذكر الكثير من الأشياء.

2- تناول بعض الأدوية والعقاقير الطبية

هناك مجموعة من الأدوية الطبية التي قد يكون لها تأثير مباشر على النسيان وعدم القدرة على التركيز لدى الشباب، وخاصة الأدوية التي يتم تناولها لعلاج مشاكل الاكتئاب أو التي توصف للصداع النصفي.

كما أن تناول المهدئات الموصوفة لحالات اضطراب النوم والاكتئاب ومشاعر القلق المتكررة أو حتى الأدوية التي يتم تناولها للحفاظ على مستويات الضغط هي سبب للنسيان المتكرر.

وقالت بعض المصادر الطبية إن تناول مضادات الكولين الموصوفة للتشنجات العضلية ومشاكل الجهاز الهضمي وأمراض الرئة لها دور في زيادة معدل النسيان المتكرر في سن مبكرة.

لهذا السبب حذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من تناول هذه الأدوية لفترات أطول مما أوصى به طبيبك، وكذلك تجنب العقاقير المخفضة للكوليسترول لأنها تزيد من خطر فقدان الذاكرة والارتباك القابل للعكس.

3- قصور الغدة الدرقية

عادة يصاب الأشخاص المصابون بقصور الغدة الدرقية بمشكلة النسيان المتكرر في المراحل الأولى من حياتهم، حيث أظهرت الدراسات الطبية أن الأشخاص المصابين بهذا المرض يعانون من انخفاض في حجم الحُصين، وهو جزء من الدماغ الخلفي المسؤول عن الذاكرة. و التعلم.

4- انخفاض مستوى فيتامين ب 12 في الجسم

فيتامين ب 12 هو أحد المكونات الأساسية في الجسم المسؤول عن تنشيط العديد من الوظائف الداخلية للدماغ، وهو أيضًا الفيتامين الذي يحتاجه الجسم في إنتاج الحمض النووي وخلايا الدم الحمراء، فضلًا عن تحسين وتقوية الجسم. وظيفة الدماغ في الجزء العصبي.

وهذا يعني أن انخفاضه في الجسم سيكون له انعكاس واضح على عدم القدرة على التذكر، وفي بعض الحالات الخطيرة قد يؤدي إلى ظهور بعض الحالات التي تشبه الخرف.

5- الاكتئاب

يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى النسيان في سن مبكرة، إذا كان هناك أحد الأشياء التي تستنفد قدرتك على التفكير أكثر من المعتاد، مما يجعلك تعاني من العديد من أعراض الخوف والقلق دون سبب واضح.

في بعض الأحيان، قد يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب من أعراض مرتبطة بالنسيان، وقد تزداد هذه الأعراض إلى نسيان الأشخاص والأشياء، والكلام الغامض، والحزن المتكرر.

6- تعدد المهام في اليوم

يواجه بعض الأشخاص الكثير من النسيان في شبابهم عندما يتعرضون للعديد من المهام المطلوبة منهم، نتيجة العبء الثقيل عليهم، وقد يبدو هذا واضحًا في حالة الإلهاء وعدم القدرة على تخزين المعلومات في الشكل الصحيح.

كما يمكن ملاحظة هذه المشكلة في حالة الكلام والانقطاع المفاجئ للكلام دون تذكر الباقي، أو نسيان إحدى المهام الموكلة إليه.

متى يكون النسيان مؤشرا خطيرا على الصحة

قد تكون بعض مشاكل الذاكرة مدعاة للقلق، ولكن يجب أن تناقش مع طبيبك ما إذا كنت أنت أو أحد أفراد أسرتك كثيرًا ما تعاني من أي من الأعراض التالية

  • تؤثر مشاكل الذاكرة على حياتك اليومية، أو نسيان شيء تعلمته للتو، أو الحاجة إلى تكرار ما سمعته للتو، أو الحاجة إلى كتابة ملاحظات لتذكرك.
  • انسَ الأماكن المألوفة التي لا يمكنك فيها أن تجد طريقك عبر حديقتك المفضلة، أو تضيع في طريقك إلى العمل، أو تنسى كيفية الوصول إلى الأماكن المألوفة.
  • وضع الأشياء في غير مكانها في أماكن غير معتادة أولاً، يمكن العثور على عنصر أو العثور عليه في مكان غير معتاد، مثل مفاتيح السيارة في الثلاجة.

نصائح لعلاج النسيان المتكرر عند الشباب

بالطبع، يعتمد العلاج على معرفة السبب وراء النسيان المتكرر في سن مبكرة، ولكن أثناء العلاج يجب عليك اتباع مجموعة من الإرشادات الأساسية التي يمكن أن تساعد في تحسين صحتك، بما في ذلك

  • اكتب معلومات وتواريخ مهمة في ملاحظة.
  • قم بزيارة طبيب أعصاب، واحصل على صورة بالأشعة السينية لدماغك، واختبر ذاكرتك.
  • إجراء تحاليل نقص الأملاح والمعادن للتأكد من نسبة الفيتامينات في الجسم.
  • رتب الأشياء الكبيرة في الحياة، لا تجمع التفاصيل، ضع الأشياء المهمة في مكان ثابت، وابتعد عن الأفكار المشتتة.
  • تناول بعض المكملات الغذائية التي تحسن الذاكرة وتنشطها.
  • تناول وجبات صحية تزيد من القدرة على التركيز، وحاول قدر الإمكان تجنب الوجبات السريعة، والتي لها أيضًا دور في عدم القدرة على التذكر نتيجة احتوائها على مواد ضارة بالدماغ.
  • حاول ممارسة الرياضة، خاصة تلك التي تساعد في التأمل، لأنه يلعب دورًا كبيرًا وفعالًا في استعادة التركيز.

كثرة النسيان في الصغر حالة يتعرض لها كثير من الناس، وقد تختلف في درجاتها من شخص لآخر، لكنها في جميع الأحوال مؤشر على مشكلة أخرى تواجه الجسم.