استقال ثلاثة وزراء في حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة من مناصبهم ودعموا تشكيل الحكومة الجديدة، ما أثار تساؤلات حول تداعيات الخطوة.

وقدم وزير الخدمة المدنية، ووزير التربية والتعليم المكلف، ووزير شؤون المهجرين استقالاتهم عبر تسجيل فيديو لكل منهم، لكن لوحظ أن نص الاستقالة جاء في شكل واحد، فسره المراقبون على أنه مخطط لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح، حيث ان اثنين من المستقيلين من المنطقة الشرقية وبعضهم عاطل عن العمل. .

واتصل عربي 21 بالمتحدث باسم حكومة دبيبة محمد حمودة للتعليق على الأمر وسأله عن موقف رئيس الوزراء من هذه الاستقالات وخطته البديلة لمواجهة الاستقالات الجماعية المتوقعة من أنصار عقيلة صالح، لكنه لم يعلق.

ومن المتوقع أن يقوم آخرون بنفس الخطوة، خاصة وأن وزراء المناطق الشرقية والجنوبية في حكومة الدبيبة يمثلون نسبة كبيرة، وولائهم حتى الآن لمناطقهم وبعضهم يتبع القيادة العامة برئاسة خليفة. حفتر، وهم مرتبطون بالأسرة والإقامة.

دور عقيلة وحفتر

من جهته، قال رئيس اللجنة السياسية في المجلس الأعلى الليبي محمد الهادي، إن هؤلاء الوزراء معزولون عن اجتماعات الحكومة لبعض الوقت، لذا فهذه محاولة لخلق سيناريو يتم بموجبه عدد من سوف ينجذب الوزراء إلى نفس الأسلوب، ومن الواضح أن هذا هو الجهة المعارضة لحكومة الدبيبة التي تقف وراءها. الاستقالة متطابقة تشير الى ان المدير واحد.

وأكد في حديث لـ “عربي 21” أن “هناك ضغوطا على الوزراء المحسوبين على عقيلة وحفتر لتقديم استقالاتهم، لا سيما في المنطقة الشرقية. أما بالنسبة لموقف الدبيبة لمواجهة هذه الاستراتيجية فأعتقد أنه إذا ضمن الدعم الدولي وتماسك جبهته الداخلية، فهذه الاستقالات ستمنحه فرصة لإعادة الهيكلة “. حكومة خاصة وان كل الوزراء الحاليين فرضوا عليه فرضا “على حد قوله.

وتابع: “أعتقد أن الدبيبة منتظر وجاهز لهذا السيناريو، وهناك أصوات منذ فترة تطالبه بإعادة تشكيل الحكومة وطرد الفاسدين منها. ولعل هذه فرصته”.

“الاختناق”

قال المتحدث باسم المجلس الرئاسي الليبي في حكومة الوفاق الوطني السابقة محمد السالك، إن “استقالة 3 وزراء جاءت بالتزامن مع تواتر أنباء عن نية رئيس الوزراء المكلف فتحي باشاغا دخول العاصمة طرابلس. مما يوحي بوجود تنسيق لما يجري لتشديد الخناق على حكومة دبيبة وتسهيل عملية الاستلام والاستلام “.

لكنه قال لـ “عربي 21”: “لكن من السابق لأوانه الحكم على أن الأمر سيتم بسهولة في ظل رفض الدبيبة الاستسلام ونجاحه في انتصار الفصائل المسلحة المؤثرة داخل العاصمة، ولكن في حال حدوث الاستقالة الجماعية من الحكومة سيكون رئيسها الدبيبة في ورطة كبيرة في ظل صعوبة تعويض الوزراء في الوقت الحاضر واستمرار الضغط عليه من مختلف القوى لتمكين حكومة الباشاغا، بحسب تقديره.

الاستقالات الجماعية المتوقعة.

فيما قال الصحفي من شرق ليبيا، محمد الصريط، إن “هذه الخطوة جاءت لترتيب دخول حكومة الباشاغا إلى طرابلس، لأن خيارات الأخير محدودة ولا حل سوى الدخول وحكومته العاصمة، والا ستصبح مجرد حكومة موازية تحكم من منطقة واحدة فتتعرض الاستقالات للضغط “.

وأوضح في حديث لـ “عربي 21” أن “تأجيل استقالة ممثلي الشرق والجنوب حتى هذه المرة يهدف إلى إزالة الشكوك عن حكومة باشاغا من البداية، فهي مجرد صفقة، لكنها منتظرة جدا. ان الاستقالات الجماعية لوزراء شرق وجنوب البلاد ستكون في مرحلتها النهائية وكذلك اقناع الوزراء في غرب البلاد “. وبعد ذلك يستقيل النائب الأول للدبيبة حسين القطراني تاركا الدبيبة وشأنه ويضغطون عليه للاستقالة وهذه هي الخطة “بحسب رأيه.