أعلن المغرب، السبت، ارتفاع عدد وفيات المهاجرين إلى 23، أثناء محاولتهم عبور الحدود من ولاية الناظور المغربية (شمال) إلى جيب مليلية الخاضع للاحتلال الإسباني.

بعد محاولة الاقتحام، أفادت الرباط بوقوع اشتباكات بين مهاجرين وقوات الأمن المغربية، أسفرت في البداية عن مقتل 18 شخصًا من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وإصابة العشرات، قبل أن يرتفع عدد القتلى لاحقًا إلى 23.

أعلنت إسبانيا، الجمعة، أن 130 مهاجرا على الأقل تمكنوا من دخول مليلية حيث حاول أكثر من 2000 مهاجر اقتحام السياج الحدودي للمدينة، وهي نقطة عبور للمهاجرين الأفارقة باتجاه أوروبا.

تشكل جيوب مليلية وسبتة (التي تحتلها إسبانيا على الساحل الشمالي لأفريقيا) الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي مع القارة الأفريقية.

على مدى السنوات العشر الماضية، أصبحت مليلية وسبتة نقطة جذب للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا، ومعظمهم من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وطالب عدد من جمعيات المجتمع المدني بإجراء تحقيق عاجل “معمق” للوقوف على ملابسات وملابسات المأساة التي أودت بحياة مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال المسؤول عن ملف الهجرة في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور عمر ناجي، إن عدد الضحايا “مرجح أن يرتفع في ظل العنف الذي اتسمت به المواجهات بين المهاجرين وقوات الأمن”، مكررا. في الوقت نفسه مطالبة الجمعية بـ “فتح تحقيق عاجل ومعمق لكشف ملابسات هذه المأساة”. غير مسبوق من نوعه في الناظور والمغرب عامة.

انضمت منظمات غير حكومية أخرى إلى هذه الدعوة، بالإضافة إلى منظمة العمل الديمقراطية، أول نقابة تدافع عن العمال المهاجرين في المملكة.

وحث الاخير الحكومة على “فتح تحقيق في هذه المأساة والقيام بما هو ضروري لمصلحة الضحايا من الجانبين”.

ومن جهتهما، أعربت المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن “مخاوفهما العميقة” وذكّرتا بالحاجة “في جميع الظروف إلى إعطاء الأولوية لسلامة المهاجرين واللاجئين”.

وتعد هذه المحاولة الأولى منذ عودة العلاقات إلى طبيعتها منتصف مارس بين مدريد والرباط، عقب خلاف دبلوماسي استمر قرابة عام.