قدمت مراكز حقوق الإنسان السورية أدلة إضافية إلى هيئات التحقيق والنيابة العامة في ألمانيا وفرنسا والسويد، تتعلق بالهجمات الكيماوية التي ارتكبها النظام السوري في غوطة دمشق 2013، وخان شيخون جنوب إدلب، عام 2017.

وأصدرت المنظمات بيانا مشتركا بمناسبة الذكرى الخامسة للهجوم بغاز السارين على خان شيخون، والذي أودى بحياة أكثر من 100 شخص بينهم 32 طفلا و 23 سيدة.

وأشار البيان إلى أن الأسبوع الأول من نيسان يتزامن مع الذكرى الرابعة للهجوم الكيماوي الغاشم على دوما الذي راح ضحيته العشرات، مؤكدا أن التنظيمات جمعت أدلة ومعلومات إضافية تتعلق بالهجمات الكيماوية على كافة المناطق السورية، بهدف عرضها. إلى السلطات في ألمانيا وفرنسا والسويد أن التحقيقات الجنائية جارية.

بعد خمس سنوات من الهجوم بالأسلحة الكيماوية على خان شيخون، لا يزال مرتكبو هذه الجريمة بعيدين عن العدالة، كما قال ستيف كوستاس، كبير المستشارين القانونيين في مبادرة عدالة المجتمع المفتوح.

وأشار إلى أنه مع انتشار الفظائع في أوكرانيا، استيقظ العالم على احتمال استخدام هذه الأسلحة البشعة مرة أخرى ضد المدنيين الأبرياء.

وشدد على أن السلطات القضائية في فرنسا وألمانيا والسويد يجب أن تحصل على الدعم السياسي والمالي اللازم لرفع هذه القضايا إلى القضاء، حتى يتمكن المجتمع الدولي من إرسال رسالة مفادها أن يد العدالة ستصل إلى كل من يستخدم هذه الأسلحة غير المشروعة، في أي مكان في العالم.

من جهتها قالت مديرة مشروع الأرشيف السوري: “كل يوم يمر على هذه الاعتداءات يجب أن يكون خطوة نحو تحقيق العدالة للضحايا”، معربة عن أملها في أن تؤدي جهود المجتمع المدني المستمرة إلى تحقيق العدالة للضحايا. الضحايا والناجين، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم لضمان عدم تكرارها، ومنع المزيد من الضحايا الأبرياء، في سوريا أو في أي مكان آخر في العالم.

من جهته، قال مازن درويش، مدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، إنه “بعد أيام قليلة من الهجوم الروسي على أوكرانيا، انتشرت تحذيرات ومخاوف من مسؤولين أوكرانيين وخبراء ومنظمات دولية حول احتمال استخدام روسيا لروسيا. الأسلحة الكيماوية ضد الشعب الأوكراني “.

وأضاف: “لطالما كانت روسيا الحامي الأساسي للنظام السوري في مواجهة العدالة الدولية، ولم يكن محاسبة الدولة الروسية على هذه الجرائم المروعة في محكمة قانونية فكرة”.

وشدد على أن “على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات جادة في الأيام المقبلة ضد المتورطين في استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، وإرسال رسالة واضحة مفادها أن العدالة ستحاسبهم على جرائمهم”.

بدورها، أكدت عايدة السماني، المستشارة القانونية في المدافعين عن الحقوق المدنية، أن فشل المجتمع الدولي في معالجة تجاهل الحكومة السورية التام للمعايير الدولية وفقدان أرواح المدنيين مهد الطريق لمزيد من الفظائع التي ارتكبتها الحكومة وحلفاؤها.

وتابعت: “لدينا الآن عبء ثقيل في محاسبة مرتكبي هذه الجرائم ضد المدنيين، وهي مسؤولية تقع على عاتق السلطات المحلية في جميع أنحاء أوروبا، ونحن نعول عليها لتحمل هذه المسؤولية”.
سيوفر الأرشيف السوري قاعدة بيانات إعلامية مفتوحة المصدر، بالإضافة إلى الوثائق السمعية والبصرية التي تم جمعها فيما يتعلق بالهجمات، بالإضافة إلى التحقق من المحتوى وتقارير التحقيق في الحوادث.

من جهته، سيقدم “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير” معلومات عن التسلسل القيادي للفصائل المختلفة المرتبطة بقوات النظام، إضافة إلى مقاطع فيديو أصلية التقطها طاقم ميداني في مركز توثيق الانتهاكات في سوريا في وقت الهجوم.

من خلال جمع الأدلة وتحديد الشهود القادرين على الإدلاء بشهاداتهم، يهدف المشتكين إلى المضي قدمًا في اعتقال ومحاكمة مسؤولي نظام الأسد المسؤولين عن الهجمات الكيماوية التي أودت بحياة مئات الضحايا المدنيين.