يعتبر قطاع الطاقة الروسي حتى الآن خطاً أحمر بالنسبة للاتحاد الأوروبي بسبب اعتماده الكبير على روسيا. لكن بعد ذلك، أصبح الأمر يؤكد للأوروبيين الحاجة إلى تقليل الاعتماد على موسكو. وقد تجلى ذلك في التصريحات الأوروبية الأخيرة، حيث أكدت بريطانيا الإلغاء التدريجي لواردات النفط الروسية بحلول نهاية العام.

من جهتها، أعلنت ألمانيا أن الاتحاد الأوروبي مستعد لسيناريو قطع روسيا لإمدادات الغاز، مشيرة إلى أنها تدرس خيارات لتنويع إمدادات الطاقة، بما في ذلك إعادة النظر في إغلاق ثلاث محطات نووية، كما كان مقررا في نهاية اليوم. هذه السنة.

إيطاليا تهدف إلى الاستغناء عن الغاز الروسي في غضون عامين. وأكدت فرنسا أن لديها حلولاً للاستقلال عن الغاز الروسي، من بينها تحسين أداء محطات الغاز الطبيعي، وتسريع تخزين الغاز ابتداءً من الصيف.

كما تدرس المفوضية الأوروبية إنهاء اعتمادها على الغاز الروسي وخفض الواردات بنسبة 80٪ هذا العام. وأكدت اليوم أنها اشترت ما يكفي من الغاز الطبيعي المسال لتكون مستقلة عن روسيا حتى نهاية الشتاء.

لكن رغم كل هذه التصريحات، قد يكون من الصعب إيجاد بدائل سريعة للغاز الروسي للعديد من الدول الأوروبية، وأبرزها ألمانيا.

وتتجه 16٪ من صادرات الغاز الروسي إلى ألمانيا لتلبية 49٪ من احتياجات الألمان، و 12٪ إلى إيطاليا لتأمين 46٪ من احتياجات الإيطاليين، بينما تصل 8٪ من صادرات الغاز الروسي إلى فرنسا لتأمين 24٪ من احتياجاتها. يحتاج.

8٪ من صادرات روسيا تذهب إلى بيلاروسيا، و 6٪ إلى تركيا.

وضعت العقوبات على روسيا تحت المجهر مصير علاقات الغاز المستقبلية مع أوروبا، وتحديداً مصير مشروعي خط أنابيب الغاز الروسيين المعروفين باسم نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2. الغاز حاليا، وهو شريان الحياة لبرلين، ووقفه سيكون ضربة للاقتصاد الألماني.

أما نورد ستريم 2، فقد تم تجميد ترخيصه مع بداية الحرب، بعد أن علقت ألمانيا التصديق عليه، والتي لا تحتاج حاليًا إلى غاز إضافي.

السؤال الذي يطرح نفسه: هل تأثر تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا بالحرب حتى الآن؟ وأكدت جازبروم أن كميات الغاز المتدفقة عبر أوكرانيا لم تتغير.

أما بالنسبة لبيانات شركة نقل الغاز، فقد أظهرت أن تدفق الغاز قد ازداد منذ بداية الحرب، حيث أصبح أكثر جاذبية لأوروبا خوفًا من تداعيات الحرب، وهذا ساعد على رفع الغاز. الأسعار بشكل ملحوظ.

سؤال مهم آخر: هل من الممكن أن تستخدم موسكو الغاز كسلاح للرد على العقوبات الغربية؟

في الواقع، هناك منطقة رمادية في هذا القطاع، حيث تتزايد المخاوف من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيستخدم الغاز كسلاح ردًا على العقوبات، وتدرك الأسواق جيدًا أن موسكو لن تتخذ مثل هذه الخطوة لأنها تحتاج في النهاية إلى الإيرادات التي تحتاجها. يأتي من مبيعات الغاز.

لكن بوتين طلب من حكومته أمس إعداد قائمة بالسلع التي سيمنع تصديرها إلى دول غربية، لكن حتى الآن لا توجد تفاصيل حول قائمة الدول أو السلع التي سيشملها القرار.