وقال مستشار الطاقة بشركة هوك إنيرجي، خالد العوضي، إن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع الرد، لأنه لا بديل أمام الاتحاد، خاصة بالنسبة للدول الصناعية مثل ألمانيا، لأن الأمر سيستغرق سنوات من العمل الشاق لتحويل مسارات الغاز من آسيا إلى أوروبا.

وأضاف العوضي، في حديث لـ “العربية”، اليوم الأربعاء، أن ما تفعله روسيا هو حرب نفسية على دول جعلت الاقتصاد سلاحاً لها بفرض العقوبات، فيما جعلت روسيا من الطاقة سلاحاً.

وأوضح أن بولندا وبلغاريا دولتا عبور للغاز وتستهلكان كميات صغيرة من الغاز، لكن للأسف موعد سداد فواتير الغاز لروسيا هو نهاية هذا الأسبوع.

وقال إن طريقة دفع الغاز تتم من خلال كل مشتر للغاز الروسي بفتح حسابين أحدهما باليورو أو بالدولار والثاني بالروبل في بنك غازبروم وتحويل المدفوعات إلى غازبروم بالروبل وهذا لم تنفذ من قبل بولندا أو بلغاريا. ولذلك انقطع الغاز.

وأوضح خالد العوضي أن بولندا ليس لديها مشكلة لأن لديها بديل آخر وهو خط غاز آخر من النرويج لكنه سيشهد ارتفاعا في تكلفة الغاز.

وأضاف أحد مستشاري الطاقة في شركة هوك إنيرجي، أن بلغاريا تعتمد على 90٪ من استهلاكها على الغاز الروسي وستواجه مشكلة في الشتاء المقبل، وذكر أن لديها عقودًا أخرى حتى نهاية مايو المقبل، لكنها لا تملك مخزونات و ستعاني، وبالتالي بدأت في تقنين استهلاك الغاز وتقنين الكهرباء مع الانقطاعات بين الحين والآخر، لديها محطات تعمل بالفحم وستزيد من استهلاكها.

وفيما يتعلق بإمكانية قطع الغاز عن دول كبرى مثل ألمانيا، قال خالد العوضي إنه يعتقد أنه سيتم التوصل إلى حل وسط لمعضلة الغاز والدفع بالروبل في بنك غازبروم، مما يحمي مدفوعات الغاز ويدفع تكلفته. للخزينة الروسية وهي فكرة عبقرية من روسيا للحفاظ على عائدات تقدر بنحو 300 مليار دولار سنويا. من الغاز والنفط لروسيا.

وشدد على أن ألمانيا ودول مثلها لن تكون قادرة على الاستغناء عن الغاز الروسي الآن، وروسيا لن تكون في عجلة من أمرها لقطع الغاز عن ألمانيا.

وأوضح أنه يمكن الاستغناء عن النفط الروسي في غضون شهر لأنه متوفر، بينما تتطلب شحنات الغاز عددًا أكبر من السفن لنقلها إلى أوروبا، كما أن موانئ استقبال ناقلات الغاز الطبيعي المسال غير كافية وتتطلب عامين على الأقل من أجل الاتحاد الأوروبي يستقبل الغاز من آسيا ودول أخرى.