تحكي عائلة يمنية مقيمة في أوكرانيا لـ Arabi21 قصة معاناتهم أثناء محاصرتهم في قرية على الحدود مع بيلاروسيا، فيما كشف أكاديمي يمني فر من الحرب في بلاده منذ سنوات عن وضعه الحالي في مدينة خيرسون الأوكرانية. .

يروي منصور القاضي، أستاذ اللسانيات في جامعتي صنعاء وعمران الحكوميتين سابقاً، قبل أن يلجأ إلى أوكرانيا، معاناة عائلته وعائلته في خيرسون منذ بدء العمليات العسكرية للجيش الروسي ضد أوكرانيا في 24 فبراير / شباط. .

وقال القاضي الذي يعمل حاليا أستاذا في جامعة ولاية فيرنادسكوفا: “نعيش في ظروف صعبة وقاسية للغاية في مدينة خيرسون، ولم نتمكن من مغادرة المدينة بسبب قلة المواصلات، في حين أن البلدات والمدن” على الطريق نحو غرب أوكرانيا أصبحت مسرحا لمواجهات عنيفة بين القوات الروسية والأوكرانية “. .

وأضاف القاضي لـ “عربي 21” أنه يقيم مع أسرة يمنية أخرى، بالإضافة إلى 50 آخرين من عدة دول عربية، حيث “يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء، فضلا عن البرد الشديد بسبب انقطاع الأسرة. الغاز ونقص التدفئة “.

وأشار الأكاديمي اليمني إلى أنه “غادر اليمن، التي مزقتها الحرب منذ سبع سنوات، عام 2017، نحو أوكرانيا حيث يعمل أستاذا جامعيا”.

اقرأ أيضا:

وأوضح أن “هناك حالة من الذعر والخوف الشديد من الأيام المقبلة، خاصة وأن لدينا نساء وأطفال”، مؤكدًا أنه “لم يتمكن من التواصل مع الصليب الأحمر لإجلائهم من مدينة خيرسون”.

وناشد الأكاديمي اليمني الصليب الأحمر بإجلائه مع باقي الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل من جنسيات عربية أخرى، في ظل الظروف المأساوية التي يعيشونها.

وقال أيضا: “نناشد كل ضمير حي أن يرفع صوتنا للمنظمات الدولية لإجلائنا وعائلاتنا من مدينة خيرسون وعبر ممرات آمنة”.

طفلان عالقان في شمال كييف

من جهته، روى عمرو كريم، وهو يمني مقيم في أوكرانيا، قصة معاناته بعد أن علّق طفليه “أمير وكريم” مع والدتهما في قرية على الحدود مع بيلاروسيا.

وقال في تصريح لـ عربي 21: “كانت الحياة طبيعية قبل 24 فبراير – بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا – وكان أطفالي ووالدتهم في قرية جميلة آمنة على الحدود الأوكرانية مع بيلاروسيا”.

وأضاف الأب: “لم يتوقع أحد أن يكون الغزو البري الروسي من الحدود البيلاروسية، حتى تاريخ 24 فبراير الماضي، عندما وقعت المأساة، وتحولت القرية الآمنة التي تعيش فيها عائلتي إلى جحيم”.

وأوضح أن “القرية كانت مسرحا لمواجهات شرسة ومعارك كر وفر، فيما تسببت أصوات الانفجارات في حالة من الذعر والخوف بين الأهالي، إضافة إلى المشاهد المخيفة قبل أن تتحول إلى منطقة مغلقة”.

وأكد والد الطفلين، أن العديد من القرويين حاولوا مغادرة القرية، لكن محاولاتهم باءت بالفشل، ولم يكن أمامهم خيار سوى اللجوء إلى منازلهم الخشبية الريفية، التي لم تحمهم من الرعب المستعر في المنطقة.

وأوضح: “10 أيام من المعارك الشرسة في محيط القرية، وأنا على اتصال بأولادي، أحاول إيجاد طريقة لإخراجهم”.

وأشار إلى أنه “بدأ بمناشدة جمعيات حقوق الإنسان والصليب الأحمر والمنظمات الأخرى، لكن ردهم كان أن يبدأ عملهم عند إعلان الهدنة”.

وتابع: “ذهبت إلى السفارة اليمنية ووجهات أخرى، وقالوا لي، يجب أن أجد طريقة للهروب والوصول إلى الحدود، ثم سيساعدونني”.

وذكر والد الطفلين أن “الأبواب أغلقت في وجهه، وخيب أمله من ردود المنظمات والسفارة، وعائلته عالقة هناك وسط الحرب، وهو يقف. مرتبك وعاجز “.

اقرأ أيضا:

لكنه أضاف: “استهزأ الله بي، شاب مصري يدعى، غامر بإنقاذ” أمير وكريم “ووالدتهما من تلك القرية الحدودية”.

وقال: “الشاب المصري سافر من مدينة لفيف غربي أوكرانيا، وقطع أكثر من 500 كيلومتر شمالاً، جزء منها منطقة اشتباكات ساخنة ينتشر فيها القناصة. طفلين وأخرجهما من هناك .. الحمد لله “.

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للشاب المصري وطفلين يمنيين إلى جواره في السيارة، وطفل ثالث تطوع لإنقاذهم من قرية قرب الحدود مع بيلاروسيا.

وفي أواخر فبراير / شباط، أعلنت السفيرة اليمنية لدى بولندا، مرفت مجلي، أن ما يقرب من 400 يمني وصلوا إلى المناطق الحدودية مع بولندا.

وقالت في بيان لوسائل إعلام محلية إن السفارة اليمنية في وارسو وجهت نداء تحذيريا حثت فيه اليمنيين على مغادرة أوكرانيا منتصف فبراير شباط مؤكدة أنها اتخذت عددا من الإجراءات من بينها تسجيل بيانات 350 يمنيا عن طريق السفارة. موقع الويب، بينما كان البعض يعبر الحدود ويصل إلى بولندا. فقد الاتصال بهم.