تدخل الحرب في أوكرانيا يومها العشرين، وسط تصعيد عسكري ميداني متواصل من جانب روسيا، خاصة ضد العاصمة الأوكرانية كييف، مركزة شمالها، بحسب آخر التطورات.

وتحاصر القوات الروسية مدينة كييف التي يحاول فيها الجيش الأوكراني صد الهجوم، معلنة أنها ألحقت خسائر فادحة بنظيرتها الروسية.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، إن القوات الروسية تواصل شن هجمات صاروخية وقنابل على البنية التحتية والمناطق السكنية.

وأضافت: “طائراتنا شنت 9 ضربات جوية استهدفت أرتالاً من العتاد العسكري للقوات الروسية”.

كما أعلنت أن “قواتنا المسلحة شنت ضربات ساحقة على مجموعة من القوات الروسية في مناطق متفرقة”، موضحة: “دمرنا 3 مقاتلات روسية من طراز Su-34، وأسقطنا مروحية و 3 طائرات مسيرة، واعترضنا صاروخين”.

فيما قالت السلطات الأوكرانية في مدينة زابوروجي إن قصفًا روسيًا وقع على محطة قطار بالمدينة، دون مزيد من التفاصيل.

العقوبات الروسية

أعلنت الحكومة الروسية فرض عقوبات على الرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم وزير الخارجية أنطوني بلينكين، ردًا على العقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو بعد غزو أوكرانيا.

ومن بين الذين شملتهم العقوبات وزير الدفاع لويد أوستن ومدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان وآخرين. وشملت العقوبات أيضا وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.

كما فرضت موسكو عقوبات على رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ووزيري الدفاع والخارجية الكنديين.

وقالت “روسيا أضافت أكثر من 300 برلماني كندي إلى (القائمة السوداء)”.

وأشار بيان للخارجية الروسية إلى أن “العقوبات على المسؤولين الكنديين فُرضت رداً على أعمال عدائية ضد روسيا، وعلى مبدأ (المعاملة بالمثل)”.

قالت السفارة الروسية في واشنطن إن التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات جديدة لن تمر دون رد.

وشددت على أن “العقوبات الأمريكية الجديدة تدفع العلاقات الثنائية إلى طريق مسدود”.

أطلقت السفارة الروسية في واشنطن خطاً ساخناً للناطقين بالروسية الذين يواجهون تمييزاً في الولايات المتحدة، على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

مجلس الشيوخ الأمريكي: بوتين مجرم حرب

بدوره، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع على قرار يدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه “مجرم حرب”.

وقال مسؤول في البيت الأبيض: “من المتوقع أن يعلن بايدن عن 800 مليون دولار إضافية كمساعدة أمنية لأوكرانيا الأربعاء”.

من جانبه، أعرب وزير الخارجية الأمريكي بلينكين عن قلقه “من احتمال قيام الصين بتقديم دعم مادي لروسيا أو تقويض العقوبات المفروضة على موسكو”.

اللجوء والإخلاء

على الصعيد الإنساني، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، “إجلاء حوالي 29 ألف مواطن من خاركيف وكييف وسومي”، مضيفًا “لكن الأمور صعبة للغاية”.

ودعا إلى “مزيد من العقوبات ضد روسيا” و “المزيد من الزيارات الرسمية إلى كييف” والسعي لإغلاق المجال الجوي الأوكراني.

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق، الثلاثاء، أن عدد اللاجئين الأوكرانيين منذ بدء العملية العسكرية الروسية في بلادهم تجاوز “3 ملايين”.

كما أكدت المنظمة الدولية للهجرة الرقم نفسه في بيان رسمي.

وفي هذا السياق، كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” أن “طفلًا أوكرانيًا يتحول إلى لاجئ كل ثانية” بسبب الحرب الدائرة.

قال جيمس إلدر، المتحدث باسم اليونيسف: “في المتوسط ​​، أصبح أكثر من 70.000 طفل لاجئين كل يوم على مدار العشرين يومًا الماضية في أوكرانيا، أي ما يعادل 55 طفلاً كل دقيقة أو كل ثانية تقريبًا”.

في 24 فبراير، شنت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، بهدف دفعها للانضمام إلى الناتو، وإعلان الحياد، وتشكيل حكومة جديدة، وهو ما ترفضه كييف.

ويجري الجانبان مفاوضات مستمرة للتوصل إلى حل سياسي دون إحراز تقدم باستثناء تنسيق الممرات الإنسانية للمواطنين الأوكرانيين.